وكالات - هيايستعد سكان قطاع غزة في الساعة العاشرة من صباح اليوم الخميس لاستقبال رفات عشرة شهداء من بين 91 شهيد ستقوم اسرائيل بتسليمهم.
وسيجري التسليم عبر معبر بيت حانون شمال قطاع غزة ليجري نقلهم مباشرة الى مشفى الشفاء بمدينة غزة.
وقالت حركة حماس في بيان وصل "معا" أن استقبالا رسميا وجماهيريا وعسكريا
ستقيمه الحركة بالتعاون مع وزرارة الداخلية في الحكومة المقالة أمام المعبر
ومن ثم ستنقل الرفات لمشفى الشفاء قبل دفنها.
وأضافت حماس ان مسيرة جماهيرية ستنطلق من أمام مشفى الشفاء الى المسجد
العمري في غزة لصلاة الجنازة على الشهداء، بمشاركة قيادات الحركة والفصائل
ومسؤولين في الحكومة الفلسطينية المقالة وبعدها سينقل الشهداء الى مناطق
سكناهم لتشييعهم.
من جهتها قالت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة انها شكلت لجنة طوارئ
خاصة باستقبال رفات جثامين الشهداء التي سيفرج عنها الاحتلال اليوم بما
يعرف بـ"مقابر الأرقام".
وأكدت الوزارة في بيان على موقعها أن لجنة الطوارئ عملت منذ اللحظات الأولى
لترتيب كافة الاستعدادات لتأمين استقبال جثامين الشهداء ونقلها بمراسم
عسكرية رسمية وشعبية تليق بتضحياتهم.
وأضاف البيان "من المتوقع وصول جثامين الشهداء اليوم الخميس ما بين الساعة
10 صباحاً والواحدة ظهراً إلى معبر بيت حانون شمال قطاع غزة".
وأوضحت الوزارة أنه سيتم استلام جثامين الشهداء وسط حضور رسمي وشعبي، وعمل مراسم عسكرية وإطلاق 21 رصاصة تحية الشهداء.
وأشار البيان إلى أنه سيتم تزيين توابيت جثامين الشهداء بالإعلام
الفلسطينية وتخصيص سيارة لكل جثمان شهيد حيث ينطلق الموكب باتجاه مستشفى
الشفاء بغزة لإنهاء الإجراءات الطبية والصحية اللازمة سريعاً.
وقالت الوزارة " سيتم التوجه بعد ذلك من مستشفى الشفاء باتجاه المسجد
العمري الكبير لتشييع الشهداء والصلاة عليهم والاستماع لكلمات قيادات الشعب
الفلسطيني وبعدها سينطلق كل جثمان شهيد إلى مكان سكناه حيث سيدفن".
وأكدت الوزارة انها تبذل كل جهد من أجل تنظيم استقبال يليق بشهداء الشعب
الفلسطيني، ويليق بحجم تضحياتهم وبصماتهم الواضحة في مسار مقاومة المحتل.
سلمت إسرائيل السلطة الوطنية الفلسطينية الخميس رفات 91 فلسطينياً كانت
تحتجزهم فيما يسمى مقابر الأرقام التي يعود بعضها لعشرات السنين، قائلة
إنها تأمل في أن تساعد تلك الخطوة في استئناف جهد السلام.
ويتضمن الرفات مفجرين انتحاريين وأشخاصا قتلوا في عمليات عسكرية، يعود تاريخ أقدمهم الى عام 1975. ويأتي هذا التسليم تنفيذا لأحد بنود الاتفاقية التي أعقبت اضرابا عن الطعام نفذه آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وسلم جزء من الأكفان للسلطة الفلسطينية عند الفجر. وكان النشطاء مدفونين في مقبرة للجيش الاسرائيلي "لمقاتلي العدو" بالضفة الغربية المحتلة. وقد سلمت اسرائيل رفات 79 فلسطينيا للسلطة
الفلسطينية في الضفة الغربية، وتم نقل 12 الى قطاع غزة الذي تديره حركة
المقاومة الإسلامية (حماس). وقالت سيدة تدعى أم رامز عبيد إن استعادة رفات
ابنها جعلها سعيدة، وأضافت "كنا ننتظر هذه اللحظة منذ 16 عاما، وكلما
سمعناهم يتحدثون عن عملية التسليم كنت آمل أن يكون رفات ابني بينهم، وإن
شاء الله سأستلم رفاته، من أجل دفنه إلى جانب والده، وسيكون بإمكاننا أن
نزور قبره. حتى ولو أنه ميت فإنني أحس الآن أنه عاد إلي". وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء
الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "نأمل أن تفيد هذه اللفتة الانسانية في بناء
الثقة، وأن تسهم في إعادة عملية السلام الى مسارها." وأضاف أن "اسرائيل مستعدة لاستئناف محادثات السلام فورا دون اي شروط مسبقة من اي نوع."
الاستيطان
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد طالب بالوقف
الفوري للأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية كشرط لاستئناف
محادثات السلام التي انهارت بسبب قضية الاستيطان عام 2010 . وقد لفت الأكفان في رام الله بالأعلام الفلسطينية، وسجيت أمام أمام مقر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بانتظار إجراء المراسم الرسمية. وسبق لاسرائيل ان تراجعت عن تعهد بنقل هذه
الجثامين الى السلطة الفلسطينية في يوليو تموز الماضي بعد ان جمد وزير
الدفاع اتفاقا مماثلا لأسباب أمنية. وعملت اسرائيل خلال السنوات الماضية على وضع
جثامين الفلسطينيين الذي سقطوا في اشتباكات معها أو قاموا بعمليات تفجيرية
في مقابر في منطقة غور الاردن وتحمل القبور أرقاما لا أسماء. وقال حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية الفلسطينية
التي تولت الاتصال مع الجانب الاسرائيلي للتوصل الى اتفاق "بعد تدخل الرئيس
محمود عباس تم الاتفاق مع الطرف الاسرائيلي على تسليم السلطة الوطنية
الدفعة الاولى من رفات من دفنوا في مقابر الأرقام الاسرائيلية."